٢٠١٠/٠٢/٠٩

أمانة الكلمة

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الله عز و جلَ:(( إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَاوَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )) الأحزاب 72
قال بن عباس رضى الله عنه : يعنى بالأمانة (الطاعة )
و عنه أيضاً أنها الفرائض
و فى علم اللغة العربية الأمانة و الأمان بمعنى واحد
و أمِن فهم و سلم
و الأمن عكس الخوف
و الله تعالى المؤمن لأنه آمن عباده من أن يظلمهم
و هكذا احبتنا فى الله نجد الأمانة هى الطاعة و بها نجد السلامة و الأمان
و لأن الطاعة هى الأمانة فحق علينا ان نعرف و نتعلم كيف يصل إلينا هذا الأمر بالطاعة ؟
بالكلام
نعم الكلام هو الذى عرفنا بالله و عرفنا بأوامر و فرائض و حدود الله فكان افضل الكلام و احكمه و اعلمه و خيره كلام الله
فكان هو الصدق و الحق و الفرقان و النور و الهدى
كان كتاب الله ثم كان كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الأحاديث التى وصلت إلينا بجهد علماء افاضل بذلوا فيها ما بذلوا لتبقى سنة رسول الله مع كتاب الله نور و منهج من تمسك بهما لن يضل ابدا و ما كان رسول الله ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى
كان رسول صلى الله عليه و سلم الصادق الأمين قبل ان يُبعث نبيا فما كذب على بشر و ما خان فمن باب أولى انه لم يكذب على الله و لم يخن الله فسلم لنا الأمانة كتاب الله و ما رأى بشر وحى السماء سيدنا جبريل عليه السلام و لا سمعه و هو يقرىء رسول الله القرآن
اللهم صلى على سيد خلقك عبدك و نبيك و حبيبك محمد و سلم عليه تسليما
و على خطى رسول الله نؤدى الأمانة
أمانة الكلمة فقول الحق أمانة حتى و لو كان الثمن الموت فإن من قال الحق فقُتل فإن بقتله فى سبيل الله حياة لمن بعده
اما إن كتم الحق فالكل موتى و هم أحياء
و نذكر الرجل الذى جاء من اقصى المدينة يسعى فى سورة يس ليقول الحق ليقول اتبعوا المرسلين هذا الرجل ادى الأمانة و لم يخشى القوم الجبارين
ومن امانة الكلمة الصدق فلم يبيح لنا الله الكذب إلا بعذر
فمثلا إذا أراد ظالم اخذ مالك جاز لك ان تكذب و تخفيه و عن أم كلثوم رضى الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ((ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس فينمى خيرا (اى يبلغ خيرا)أو يقول خيرا)) متفق عليه
الدعوة إلى الله امانة
الدعوة بالكلام
و بالفعل بالكلام هنا مقصدنا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (بلغوا عنى و لو آية و حدثوا عن بنى إسرائيل و لا حرج ومن كذب على متعمداً فليتبؤ مقعده من النار ) رواه البخارى
إذن الطاعة باللسان اى بالكلام نؤديها عندما نقول الحق نقول الصدق ندعوا إلى الله نذكر الله قياماً و قعوداً دعاءاً و تسبيحاً
نتعبد لله بقراءة كتابه نمسك عنا لساننا فلا غيبة و لا نميمة و لا كذب ولا فرية و لا إختلاق الشائعات ولا إثارة الفتن ولا نكون لعانين ولا نتنابذ بالألقاب
لا ننسى قول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
فمن كان على باب من أبواب امانة الكلمة فليتق الله
فمن كان يكتب التاريخ فليكن صادق لا يكذب و لا ينافق
ومن كان قريب من سلطان فلا يكن مادح حتى لا يفسد نية الحاكم
ومن كان معارض لسلطان لا يكن هماز مشاء بنميم و لا يبخس الناس أشيائهم
و من كان عالماً فلا يفتى الناس إلا بما يرضى الله لا يغلب مصلحة شخصية له أو مصلحة لظالم على مظلوم يتق الله و يعلم ان الله عليه شهيد
و من كان قاضيا فليحكم بالعدل فإن الحياة كلمة تخرج منه و الموت كلمة تخرج منه فلا يحكم إلا بما حكم الله
ومن كان معلما فليعلم العلم النافع و يصرف نفسه عن العلم الذى لا ينفع و لا يضر
ومن كان له زوج فليقل له كلمة حب و كلمة طيبة تؤلف القلوب
ومن كان له والدين فلا يقل لهما أف ولا ينهرهما
ولنعلم جميعا أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء و الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة لا نأخذ منها خير بل تهدم و تخرب فليؤدى كل لسان لكل إنسان أمانته و لا يكن من الخائنين

ليست هناك تعليقات: