السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طريق النهضة الذى نبحث عنه و نضع له الخطط و نتسابق مع الزمن لنصل لهدفنا نهضة بالإيمان والأخلاق لا تنفصل عن الإيمان ان كان الإيمان صوم و صلاة و حج و قرآن فكل هذا الله غنى عنه ان لم يكن مع صاحبه الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
كم خلق حسن ينقصنا لتحدث نهضتنا كم مصيبة اصابة امتنا فى اخلاقها لذلك مُنعنا من الصلاة فى المسجد الأقصى
كل مصيبة نحن بها كل مصيبة جعلت امة الإسلام فى العالم الثالث نجد خلفها خلق سىء
فلنبحث عن نهضتنا الأخلاقية والتى شرحها الله و فصلها تفصيلا فى كتابه الكريم
مصائب و كوارث فى بلاد الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله
الأخلاق التى تحكم التعامل بين الذكر و الأنثى فى الإسلام لها قواعد و لها ضوابط
اذا سار المجتمع عليها كما وضعها الشرع الحكيم سلم المجتمع و نجى من شرور و فتن و مصائب
هناك من فرط فيها فنتج عنها علاقات بين الذكر و الأنثى غير شرعية وكان من آثارها فى الأعوام الماضية ظاهرة الزواج العرفى
كما قام الإعلام الفاسد بإثارة شهوات الشباب و ساعدهم هذا على التنفيس بهذا الزواج الذى اسموه عرفى وهو شرعا ليس بزواج
فكان الإفراط فى إختلاط الذكر و الأنثى دون ضوابط و دون التزام كارثة اجتماعية
ثم نجد مجتمعات منعت الإختلاط منعا باتا واقامت الحواجز و السدود بين الجنسين لكنها لم تمنع الإعلام الفاسد الذى يثير الشهوات فكانت النتيجة كارثة اشد و اخطر ألا و هى ظهور الشواذ و انتشارهم
فأصبح التنفيس عن الشهوات بين الجنس الواحد وهذا ما ارسل الله من قبل سيدنا جبريل ليقلب القرية على اهلها من سوء فعلهم و فاحشتهم
علاقة بين امرأة و امرأة و علاقة بين رجل و رجل اللهم لا حول ولا قوة إلا بك
الحياة الطبيعية التى خلق الله بها البشر ان يختلطوا و يتعارفوا دون افراط ولا تفريط فيحدث التعارف الطاهر الذى يهدف لحياة طاهرة نقية صحيحة هكذا وضع الله شرعه
امر النساء و الرجال بغض البصر إذن فهم فى مكان واحد لكن لا تخضع المرأة بصوتها فيطمع الذى بقلبه مرض ولا ينظر احدهم لواحدة إلا إن كان له غرض طاهر و يريد منها بناء اسرة فى النور
لا اسوار بين النساء و الرجال ولا ترك الحبل دون قيود ودون اخلاق
لو صلحت اخلاق الرجال و النساء فى التعامل بينهما و اتقوا الله كنا على طريق نهضة اساسها الأخلاق
نعم شيبت هود و اخواتها رسول الله صلى الله عليه و سلم
نعم ليست القدس فى يد اليهود من فراغ بل هو من تفريط و افراط
خُلق الصدق
بين الجبن و التهور نجد خلق الشجاعة
بين البخل و الإسراف نجد خلق الكرم
وهكذا كل خلق بين طرفى افراط و تفريط
إلا الصدق ليس له طرفان بل له ثلاثة حالات مسموح فيها ان لا تقول الصدق
روى الترمذي عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار ، الكذب كله على ابن آدم حرام إلا في ثلاث خصال : رجل كذب على امرأته ليرضيها ، ورجل كذب في الحرب فإن الحرب خدعة ، ورجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما ".
وما عدا هذه الثلاث حالات فالصدق واجب و فرض و امر ويقول عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)،
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الصدق يهدى إلى البر وان البر يهدى إلي الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وان الكذب يهدى إلي الفجور وان الفجور يهدى إلي النار ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا" متفق عليه .
الصدق خلق لو تخلق به المسلمون لصعدوا الى مرتبة الدول المتقدمة فكما قال الشيخ محمد حسان فى احد دروسه ان ازمة الأمة اليوم ازمة صدق لو صدق الأبن مع والديه فى تعامله معهما لو صدق فى اجابته لهما حين سألوه اين كنت مع من كنت لو صدق ما وقع فى صحبة السوء و ما وقع فى صحبة المخدرات و الفساد لو صدقت الابنة مع والديها ما وقعت فى طريق شاب فاسد و ضال لو صدقت الزوجة مع زوجها والزوج مع زوجته لإنصلح حال بيوتنا وكانت الجنة فيها لو صدق التاجر مع المشترى و الصانع و الحرفى و اتقوا الله مع من يتعاملوا معهم لو صدق الطبيب مع المريض لو صدق التلميذ مع المعلم لو تحرينا عن الصدق لأهتدينا لطريق نهضة اخلاقنا و نهضة بلادنا اللهم نسألك لسانا صادقا و قلبا خاشعا و عملا خالصا لوجهك الكريم
الكثير من الأخلاق السيئة علاجها الصدق و كأن الصدق هو قمة الأخلاق صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم الصدق يهدى الى الجنة
كل هذا على سبيل المثال لا الحصر علاجه الصدق الكذب هو النقيض المباشر للصدق
المجادلة و العناد و الإصرار مع الجهل هو نكران للحقيقة يعنى كذب ومحاولة تغيير الحقيقة الصادقة
اللؤم و الخبث لايحدث إلا بالكذب و إظهار حالة الحقيقة مخالفة لها
النفاق ابو الكذب وكل ما هو كذب نقيضه الصدق ازمة امتنا ازمة صدق
الأخلاق اساس البناء الذى يبقى و يقاوم الزمن الأخلاق هى هدف رسول الله الذى ارسله الله من أجله
الأخلاق قبل الصلاة و الصوم و الحج
حديث المراة التي دخلت النار بسبب ايذاء جيرانها وكانت تصوم الليل ، وتقوم النهار الحديث اخرجه الحاكم في مستدركه والامام احمد في مسنده والبيهقي في شعب الايمان واسحاق بن راهويه في سنده والبخاري في الادب المفرد وقال الامام الذهبي في التعليق على مستدرك الحاكم - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي يحيى مولى جعدة قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : إن فلانة تصلي الليل و تصوم النهار و في لسانها شيء يؤذي جيرانها سليطة قال : لا خير فيها هي في النار و قيل له : إن فلانة تصلي المكتوبة و تصوم رمضان و تتصدق بالأثوار و ليس لها شيء غيره و لا تؤذي أحدا قال : هي في الجنةهذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
